قسم الغذاء (نكهه مصرية)

مزارع ومشاريع للصناعات الغذائية في الأديرة ترسم مستقبلا مستداما

كتابة : ڤيرونيا بديع

دير الأنباء موسى.. إرث روحي وإنتاج زراعي متميز

 في قلب العديد من الأديرة الأثرية الكثير من الأراضي والمساحات الواسعة تمتد لتنمو بذور التغيير والتحول لكن هذه المرة بظهور الوجه الآخر بعيدًا عن دورها التقليدي في الروحانية والعبادة، وذلك في مجال الصناعات الغذائية من خلال مشاريع تجمع بين الايمان والعمل الاجتماعي، حيث استخدمت الأديرة أراضيها ومواردها لإنتاج الغذاء بطرق مستدامة ومبتكرة وذلك ما يعزز الاكتفاء الذاتي و الاستدامة البيئية وتعزيز الاندماج المجتمعي والعمل على تغيير الواقع الاجتماعي والبيئي بشكل إيجابي.

يتميز دير الأنباء موسى بريادته في إنتاج زيت الزيتون والزيتون المخلل، بجانب تصنيع البن، حيث يتم استيراد بذور البن من أماكن مختارة بعناية، ثم يتم تجهيزها في المطحنة المخصصة داخل الدير، التي تتميز بتقنيات حديثة ودقة فائقة، مما يضمن إنتاج بن ذو جودة عالية ومذاق لا مثيل له.

ويعتبر دير الأنباء موسى واحدًا من أبرز الأديرة في صناعة البن، بسبب جودة منتجاته العالية واهتمامه الفائق بكل خطوة في عملية الإنتاج، فهو دير عالي الروحانية، تتجلى فيه قيم الاعتدال والتفاني في خدمة المجتمع والمحافظة على التراث والثقافة المحلية.

يقول الراهب بولا، أحد رهبان الدير، أنه في إطار الالتزام بالقيم الروحية والاجتماعية، يركز دير الأنباء موسى على تنمية مجموعة متنوعة من المزارع داخل أسواره، وتعتبر مزرعة الزيتون أبرزها، حيث يتم إنتاج زيت الزيتون ذو الجودة العالية والزيتون المخلل، ويتميز هذا الإنتاج بالدقة والاهتمام بكل تفاصيله.

ويوضح الراهب، أنه بجانب مزرعة الزيتون، يضم الدير أيضًا مزرعة لتربية الدواجن، ويتم تنمية هذه المزرعة بمنهجية سليمة وفقًا لمعايير الرعاية الصحية العالية، مما يؤدي إلى إنتاج بيض ذو جودة ممتازة.

الراهب بولا، يؤكد أن جميع العاملين في دير الأنباء موسى هم رهبان، حيث يُعتبر العمل الزراعي والتربية جزءًا أساسيًا من تدريبهم الروحي والمعنوي، بالتالي، يتم تعزيز قيم الاكتفاء الذاتي والتضامن المجتمعي داخل الدير، مما يعكس التزامهم بمساعدة الآخرين وتعزيز الروح الجماعية.

ويضيف أن هذه الفلسفة تتجلى في الجهود المبذولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والحفاظ على جودة المنتجات، مع الاهتمام بتوفير ما يكفي لتغطية التكاليف التشغيلية والاستثمارية، ويعتبر هذا النهج مرسخًا في قيم الدير وتوجهه الروحي، حيث يتم تفضيل الاستدامة المالية والاقتصادية على الربحية النقدية.

ويشير إلى أنه في الدير تتمحور الرؤية المالية حول تحقيق التوازن بين تكاليف الإنتاج والمكاسب المالية، بدلاً من التركيز على تحقيق أرباح مالية، يسعى الدير بشكل أساسي إلى استرداد التكاليف التي تم صرفها على المنتجات المختلفة