قسم الأعمال اليدوية (انامل فنيه)

صنع في مصر.. الصناعة من التحدي إلى الريادة

كتابة : دنيا احمد , بسمة عواد ,حبيبة حاتم , سلمي احمد

في قلب الشرق الأوسط، حيث تتقاطع طرق التجارة وتتلاقى الحضارات، تبرز مصر كمركز صناعي واعد، تُعيد صياغة مستقبلها الاقتصادي بين أروقة المصانع وصخب الآلات.. هنا، تُنسج قصص النجاح والتحديات التي تواجه الصناعة المصرية.

من نقص المواد الخام إلى تحديات البنية التحتية، تظل الإرادة المصرية صامدة في وجه الصعاب، مستلهمة الحلول من عمق التاريخ وثراء الثقافة. في هذا التحقيق، نسلط الضوء على كيفية تحويل هذه التحديات إلى فرص عبر مبادرات وطنية مثل "ابدأ" و"حياة كريمة"، ونستعرض الجهود المبذولة لرفع شعار "صنع في مصر" عالياً، مؤكدين على دورها الفعال في تطوير الصناعة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

الصناعة المصرية: تحديات وآفاق

 

أكد علاء عز، وكيل الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، على القدرات الهائلة للصناعة المصرية ومجهودات المصريين في مختلف مجالاتها، إلا أنه توجد تحديات تواجهه الصناعة المصرية، أبرزها نقص المواد الخام، حيث تأثرت سلاسل التوريد بشكل كبير بعد جائحة كورونا، ما أدى إلى نقص في المواد الخام والسلع الوسيطة، ما يشكل عبئًا كبيرًا على الصناعة.

وأضاف عز، أن الصناعة تعاني من مشاكل تتعلق بالأراضي الصناعية، حيث تواجه ندرة في الأراضي المجهزة وارتفاع أسعارها، فضلًا عن وجود عدد كبير من المصانع المتعثرة التي تحتاج إلى إعادة تشغيل والدعم المالي والفني، وتفتقر المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى الدعم اللازم لتطويرها وتنميتها، ما يتطلب حلولًا شاملة لتمكين الصناعة من التطور والنمو وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعي رائد بالمنطقة.

مبادرات ابدأ وحياة كريمة

ولفت وكيل الغرف التجارية، إلى الخطوات الجادة التي اتُخِذت لمواجهة تحديات الصناعة، وعلى رأسها تعميق التصنيع المحلي وتوطين الصناعات الاستراتيجية، لتقليل الاعتماد على الواردات وخلق فرص عمل جديدة، بجانب توفير الأراضي بنظام حق الانتفاع وبأسعار تكلفة التطوير، لتسهيل حصول المستثمرين على الأراضي الصناعية بأسعار مناسبة.

وتابع أنه تم تسهيل الإجراءات وتقديم الدعم للمصانع المتعثرة، لمساعدتها على العودة إلى الإنتاج، وتعتبر المبادرات الوطنية من أهم الحلول التي تم اتخاذها، وعلى سبيل المثال، مبادرة "ابدأ" التي تهدف إلى توطين الصناعة الحديثة وتقليل الفجوة الاستيرادية، وتوفير فرص عمل، وكذلك مبادرة "حياة كريمة" التي تساهم في تطوير البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية، مما يعود بالنفع على الصناعة.

 

قصص نجاح

وأوضح شريف الجبلي، صاحب شركة "بولي سيرف" للأسمدة والكيماويات، أن شركته هي مثال بارز على الشركات التي استفادت من مبادرة "ابدأ"، حيث كانت الشركة تعاني من صعوبات في تصنيع مكونات الأعلاف، ما كان يستلزم استيرادها من الخارج، وارتفاع تكلفة الاستيراد كان يشكل عبئًا على الشركة ويقلل من أرباحها.

وذكر الجبلي، أن مبادرة "ابدأ" بالتعاون مع شركة "ابدأ" للصناعات الكيماوية ساعدتهم، إذ تم تأسيس شركة مشتركة وإنشاء مصنع جديد في المنطقة الصناعية بجمصة على مساحة 45 ألف متر مربع، مضيفًا أن الإنتاج المحلي لمكونات الأعلاف بالمصنع الجديد قلل من الاعتماد على الاستيراد، وحقق وفرًا في العملة الأجنبية، كما وفر فرص عمل جديدة.

وأضاف أن نتائج مساعدة مبادرة "ابدأ" للشركة تمثلت في انخفاض تكلفة الإنتاج بشكل كبير، وزيادة أرباح الشركة بشكل ملحوظ، والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من مكونات الأعلاف.

ولفت الدكتور صلاح موسى، الرئيس التنفيذي لشركة "دلتا فارما" للأدوية، إلى أن شركته استفادت من صندوق "تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة" في إطار مبادرة "ابدأ"، من خلال الحصول على قرض لشراء المواد الخام اللازمة لتصنيع الأدوية، وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات السوق، وتوسيع نطاق الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد.

وأضاف موسى، أن المبادرة لم تقدم لهم المال فقط، بل ربطتهم بخبراء في مختلف المجالات، ما ساعد الشركة في الحصول على المشورة والتعرف على أفضل الممارسات العالمية في مجال تصنيع الأدوية، وتطوير علاقات مع شركات أخرى في هذا المجال.

وأشار إلى أن الشركة تنتج مجموعة واسعة من الأدوية، بما فيها مضادات الحيوية ومسكنات الآلام وأدوية الجهاز الهضمي وأدوية القلب والأمراض المزمنة، وتسوق الشركة منتجاتها في السوق المحلية المصرية، وتصدرها إلى بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات والكويت والأردن.

وذكر أن مبادرة "ابدأ" ساهمت في دعم الشركة في مختلف مراحل نموها، من خلال توفير التمويل والدعم الاستشاري وربطها بالخبراء وتوفير فرص التسويق، مما ساعد الشركة على تطوير منتجاتها وخد…