كتابة / أمنية صلاح - بسمة عواد - أحمد سعد
رحلة عبر عالم الجلود: إبداعٌ مصريٌ يُخلّد اسم مصر
منذ فجر التاريخ، اشتهرت مصر بصناعة الجلود، حيث تميز الحرفيون المصريون بإبداعهم وحرفيتهم في تحويل جلد الحيوانات إلى منتجات فاخرة تُزيّن البيوت وتُضفي لمسةً من الجمال على الحياة.
مع مينا يوسف، صاحب محل الجلود بوسط البلد، نُسافر عبر الزمن، ونُطلع على أسرار هذه الصناعة العريقة.
يُخبرنا مينا عن رحلته الطويلة في تجارة الجلود، وكيف يُصنع السجاد والشنط ومنتجات أخرى من جلد الحيوانات، مثل فرو الثعلب، مؤكدًا على دور هذه التجارة في حماية البيئة من خلال إعادة استخدام المواد المُهملة.
وفي شارع المعز، نلتقي بمحمود محمد، بائع الجلود، الذي يُضيف نكهةً خاصةً إلى رحلتنا.
يُخبرنا محمود عن خصائص أنواع الجلود المختلفة، وكيف يُميّز بينها، وكيف يُحدّد استخدامات كلّ نوع.
يُشير محمود إلى جلد الأرنب، ذاك الجلد النفيس الذي يُستخدم في صناعة أجود أنواع السجاد، ويُشبهه بقطعة من الحرير الناعم.
ثم ينتقل إلى جلد الداني، أغلى أنواع الجلود المتوفرة في السوق، ويُخبرنا كيف تُصنع منه المحافظ والأنتيكات الفاخرة التي تُزين أفخم البيوت.
وأخيرًا، يُنهي بالجلد البقري أو الجموسي، ذاك الجلد القوي الذي يُستخدم في صناعة الأحزمة التي تدوم لسنوات.
ولكن ما يميز محمود أكثر من غيره هو حرصه على أن تكون جميع منتجاته من صناعة مصرية 100%.
فكل قطعة من الجلود تأتي من مصانع في منطقة روبيكي، ويتم تصنيعها بأيدي مصرية ماهرة.
وهذا هو ما يجعل منتجات محمود مميزة وفريدة من نوعها.
في محله، ستجد رحلة عبر عالم الجلود الفاخرة، رحلة مليئة بالجمال والجودة والحرفية المصرية الأصيلة.
ويزداد شغفنا عندما نُصغي إلى كلمات الحاج محمد أحمد، صاحب مصنع دباغة الجلود بشارع الأزهر ، الذي يُشاركنا حكاية إبداعه.
يُخبرنا الحاج محمد عن رحلة إعادة تدوير الجلود، من جمعها من كلّ بقعة في مصر، إلى تنظيفها ومعالجتها، وتحويلها إلى لوحة بيضاء جاهزة للإبداع.
بأيدٍ ماهرة، تُقطّع الجلود إلى أشكال مُختلفة، وتُخيط بِحُبّ ودقة، لِتُصبح حقائب أنيقة، وأحذية مريحة، وقطع فنية تُزيّن المنازل، جميعها مصنوعات مصرية تُعبّر عن هويتنا.
ولكن، لا تخلو هذه الرحلة من التحديات، مثل انتشار الجلد الصناعي المصنوع من البلاستيك، وقلة الجلود في السوق، وارتفاع أسعارها، خاصة جلد البقر.
ولكن، تبقى عزيمة الحرفيين المصريين أقوى من أيّ تحدٍّ، مدعومةً بِدعم الدولة المصرية من خلال توفير التمويل والتدريب، وتنظيم المعارض للترويج لمنتجاتهم.
في عالم الجلود المصري، تُنسج حكايات الإبداع والحرفية، وتُكتب سيمفونيةٌ من الجمال والجودة تُعبّر عن أصالة مصر وحضارتها العريقة.
وُلدت هذه الصناعة من رحم التاريخ، وترعرعت على أيدي الحرفيين المصريين، لِتُصبح رمزًا للتميز والإبداع.
ففي كلّ قطعة من الجلد، حكايةٌ تُروى، وقصةٌ تُكتب، وإبداعٌ يُخلّد اسم مصر في عالم الجلود.