قسم الغذاء (نكهه مصرية)

“دير مارمينا”.. مزيج فريد من العبادة والتنمية الاقتصادية

كتابة : ڤيرونيا بديع

رغم كونه مركزًا دينيًا بارزًا، إلا أن دير مارمينا يعكس بوضوح الازدهار الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، فهو متعدد المصانع ومتنوع المنتجات، ما يعكس روح الابتكار والنشاط الاقتصادي المتميز في هذا المكان المقدس.

على الرغم من أهميته الدينية، إلا أن دير مارمينا يواصل أداء مهامه الدينية بتفانٍ واهتمام، مما يجعله مكانًا مميزًا يجمع بين العبادة والتقدم الاقتصادي، ويعد مثالاً للتعايش السلمي بين الدين والتنمية الصناعية.

ويتمتع الدير بنشاط اقتصادي متنوع ومفيد للمجتمع المحلي، حيث يقوم بتصنيع مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الخضروات المجمدة، منتجات الطماطم، المخللات، منتجات الألبان، الحلاوة الطحينية، جميع أنواع المربى، زيت الزيتون، المنتجات الصيامية (النباتية)، والعصائر، وغيره

وهذا النموذج الاقتصادي للدير يعزز استدامته المالية ويوفر فرص عمل للأفراد في البيئة المحليةظ كما أنه يتيح للرهبان الذين يعيشون في الدير المساهمة في الأعمال اليومية، حتى وإن كانوا في سن متقدمة، مما يعكس الروح المجتمعية والتعاونية داخل هذا المركز الديني.

يقول الراهب رويس أفامينا، أحد رهبان دير مارمينا، إن جميع المصروفات المرتبطة بإنتاج المنتجات تأتي من موارد الدير الذاتية، ولا علاقة لها بالتبرعات المخصصة لدعم الفقراء والمحتاجين.

ويؤكد الراهب، أن الهدف من إنتاج هذه المنتجات ليس تحقيق الأرباح، بل توفير الدخل اللازم لتغطية تكاليف الإنتاج وتوفير فرص عمل للعاملين داخل الدير.

ويوضح أنه لا يوجد أي مكسب من مبيعات هذه المنتجات، حيث يتم التركيز فقط على تغطية التكاليف التشغيلية ودعم الدير والعاملين، ما يعكس النهج التضامني للدير، حيث يتم التأكيد على الاستقلالية المالية والتفاني في خدمة المجتمع دون الاعتماد الكامل على المساعدات الخارجية.

ويشير الراهب أغسطينوس، أحد رهبان دير مارمينا، أن الدير يمتلك موارد غنية من الحيوانات، بما في ذلك دواجن ومواشي، والتي يتم تربيتها بعناية داخل أراضيه، وياميز بسياسة فريدة تتمثل في عدم إجراء عمليات الذبح، بل التركيز على الاستفادة من هذه الحيوانات في إنتاج منتجات الألبان والبيض.

ويكمل الراهب، أن الدير يوزع منتجاته في مختلف المنافذ التجارية، ما يعزز الشراكة مع المجتمع المحلي ويساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، وسياسة تسعير المنتجات لا تتميز بالتمييز على أساس الديانة، بل تستند إلى قيمة المنتج وجودته، مما يعكس التزام الدير بالعدالة والمساواة في التعامل مع جميع العملاء.