كتب : أمنية صلاح عبد الخالق - بسمة عواد أحمد أحمد سعد
خيوط النجاح : شباب يُنسجون مستقبلهم في صناعة الملابس المصرية
منذ فجر التاريخ، نسج الإنسان خيوطًا حاكى بها حكاياته وأحلامه، واليوم في مصر، تُنسج خيوط جديدة حكايات نجاح لشباب طموح، غيروا مسار حياتهم بصناعة الملابس الجاهزة المصرية ،حكايات تُلهم، وتُشعل الأمل في نفوس الشباب الباحث عن فرصٍ لبناء مستقبلٍ أفضل.
قالت مريم مالك ( 24 عاماً)، التي تعمل في مصنع للملابس الجاهزة المصرية منذ عامين ، إنها لم تكن تمتلك أي مهارات قبل انضمامها إلى المصنع، لكنها تعلمت الكثير عن الخياطة وتصميم الملابس، وأصبحت تعيل نفسها وأسرتها.
وأضافت مريم أنها تشعر بالفخر والاعتزاز لأنها تُساهم في صناعة منتجات مصرية تُنافس المنتجات العالمية.
كما أوضحت أية كمال ( 23 عاماً)، خريجة كلية التجارة، أن دور المشاريع الصغيرة لتصميم وبيع الملابس الجاهزة المصرية في تنمية الاقتصاد الوطني مهم للغاية.
وأشارت أية إلى أنها بدأت مشروعها الخاص ببيع الملابس عبر الإنترنت، واستطاعت من خلاله الوصول إلى عملاء من مختلف أنحاء مصر.
وأضافت أنها تسعى لتوسيع مشروعها وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب.
نيها حته، الفنانة التشكيلية ومصممة الأزياء المصرية
كما قالت "نيها حته"، الفنانة التشكيلية ومصممة الأزياء المصرية، صاحبة العلامة التجارية "نيها حته براند"، إن صناعة الملابس الجاهزة تعد من أهمّ الصناعات في مصر، حيث ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تحسين حياة الشباب من خلال توفير فرص العمل، وتحفيز ريادة الأعمال، إضافة إلى تعزيز الصادرات.
رسم يدوى على حرير
وأضافت "نيها" أنّ مصر تتمتع بمزايا طبيعية وفريدة تُساهم في ازدهار صناعة الملابس الجاهزة، حيث تُنتج مصر أجود أنواع القطن، مثل القطن طويل التيلة، وقصير التيلة، كما تُستخدم خامات طبيعية أخرى مثل الكتان والخيتان، ناهيك عن الحرير الطبيعي، إضافة إلى البردى، وتوليفه فى صناعة الملابس
وأوضحت الفنانة التشكيلية أنّ هذه الخامات أتاحت مجالًا واسعًا لتصميم الأزياء المصرية العصرية، ممّا أتاح فرصًا أكبر للشباب والسيدات والعائلات للعمل في مختلف مراحل تصنيع الملابس، لافتة إلى أنها بدءًا من تصنيع القماش وصبغه، مرورًا بتنفيذ التصميمات، والتطريز والطباعة، وصولًا إلى التسويق الإلكتروني، والتوصيل للعملاء.
رسم يدوى على حرير
كما أشارت إلى أنّ صناعة الملابس الجاهزة ساهمت في تمكين الشباب من خلال إتاحة فرص العمل في مجالات التسويق الإلكتروني، وتصميم الجرافيك، واستخدام برامج الكمبيوتر، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي
رسم يدوى على حرير
رسم يدوى على ستان من تراث النوبة
رسم يدوى على ستان من تراث النوبة
رسم يدوى على ستان من تراث النوبة
وأكدت "نيها" على أنّ هذه الصناعة ساهمت في الحفاظ على التراث والموروث الشعبي المصري، من خلال تصنيع الملابس التي جسّدت ثقافة وحضارة مصر، ممّا ساعد على تصديرها للعالم
رسم وتطريز يدوي على كتان على توب فلسطيني صنع بأيدي مصرية
كما لفتت "نيها" إلى أنّ كثيرًا من الفنانين وأصحاب الشركات قدّموا فرصًا للدورات التدريبية للشباب والسيدات في مجالات التطريز، والحياكة، وغيرها، ممّا ساعدهم على إيجاد فرص عمل وفتح باب رزق جديد
وقالت مصممة الأزياء المصرية :"أنا كفنانة تشكيلية ومصممة أزياء مصرية أفتح مشغلي لأيّ شاب أو سيدة يرغبون في التعلم أو التدريب على أيّ مجال يخصّ العلامة التجارية، كما أحتضن المواهب، وذوي الشغف في مجالات الرسم، التصميم، الخياطة، التطريز، والعديد من المجالات الأخرى
رسم يدوى وتطريز من التراث السيو
وختمت "نيها" حديثها قائلة: "صناعة الملابس الجاهزة هي رحلة إبداعية تُحيك خيوط الأمل للشباب المصري، وتُساهم في بناء مستقبلٍ مُشرقٍ لهم وللمجتمع ككلّ."
دكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي
وأشار دكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، إلى أنّ صناعة الملابس الجاهزة ساهمت بشكل كبير في تحسين حياة الشباب في مصر من خلال خلق فرص عمل متنوعة.
وقال دكتور خضر إن هذه الصناعة أنشأت فرص عمل كبيرة في مختلف مجالات التصميم، القطع، الخياطة، التسويق، إضافة إلى الإدارة، مما شجّع على تنمية المهارات الفنية والإبداعية للشباب.
كما أوضح دكتور خضر أنّ العمل في صناعة الملابس الجاهزة ساعد الشباب على تطوير مهاراتهم في مختلف مراحل الإنتاج، من التصميم، القطع، الخياطة إلى إدارة الإنتاج، والتسويق، ممّا عزّز تطورهم المهني والشخصي وفتح آفاقًا أوسع لمستقبلهم.
ولفت إلى أنّ هذه الصناعة تُعدّ قطاعًا اقتصاديًا هامًا في مصر، حيث تُعزّز النمو الاقتصادي وتُساهم في زيادة الدخل الوطني وزيادة الدخل لدى الشباب، ممّا يُحسّن مستوى معيشتهم ويُتيح لهم فرصًا أكبر للحصول على الخدمات والسلع الأساسية.
وأكد الخبير الاقتصادي على أنّ صناعة الملابس الجاهزة تواجه بعض التحديات التي يجب التصدي لها، مثل المنافسة العالمية، التكنولوجيا ، التحديث، الأخلاقيات، الاستدامة، التحديات اللوجستية، إضافة إلى عملية التصميم والابتكار.
وأضاف دكتور خضر أنّ المنافسة العالمية تتطلب من الشركات المصرية تحسين جودة منتجاتها وتقديمها بأسعار تنافسية للبقاء في السوق، كما يجب مواكبة التطورات التكنولوجية واعتماد التقنيات الحديثة في عمليات التصنيع والتصميم.
كما أشار دكتور خضر إلى أنّ التحديات الأخلاقية والبيئية تتطلب من الشركات اتباع معايير أخلاقية واجتماعية مرتفعة، موضحا أنها مثل ظروف العمل، حقوق العمال، التأثير البيئي، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية، وتيسير الإجراءات اللوجستية.
وأوضح أنّ التحديات في عملية التصميم، والابتكار تتطلب من الشركات التكيف مع اتجاهات الموضة، وتلبية ذوق، واحتياجات المستهلكين، ممّا يتطلب الاستثمار في التصميم، والابتكار لتقديم منتجات جذابة، ومميزة تلبي تفضيلات الشباب، وتنافس في السوق.
وبيّن دكتور خضر أنّ هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للشركات اتباعها للتغلب على هذه التحديات، مثل التحسين المستمر للجودة والابتكار، والاستثمار في التكنولوجيا وتحديث المعدات، والتوجه نحو الاستدامة، وتطوير القدرات والتدريب، والتوسع في الأسواق الجديدة، والتعاون والشراكات، وتحسين القيمة المضافة.
كما أكّد دكتور خضر على أنّ صناعة الملابس الجاهزة في مصر تمتلك إمكانيات هائلة للنمو والتطور، وأنّ التغلب على التحديات التي تواجهها سيساهم في تحسين حياة الشباب وخلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاقتصاد المصري.