كتابة /أمنية صلاح عبد الخالق
في شارع أحمد شوقي بالإسكندرية، تُشرق "جمعية دنيتنا للمكفوفين" كمنارة للإرادة، وتجسيدًا لمعنى الإبداع بأيادي مصرية موهوبة، فهي إنها أول من يُشكل مجلس إدارتها ستة من المكفوفين، من حاملي درجتي الماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات، إضافة إلى حنان حشيش، مؤسسة ورئيس مجلس إدارة الجمعية.
جمعية دنيتنا تُعد نموذجًا فريدًا في مجال دعم وتمكين المكفوفين، من خلال تدريبهم على صناعة الأعمال اليدوية المصرية وإتاحة فرص العمل لهم، ولنبخر في أنشطتها، ونتعرف على أهم التحديات التي تواجهها في تحقيق رسالتها النبيلة، أجرينا حوارًا مع رئيس مجلس إدارة الجمعية.
كيف نشأت جمعية دنيتنا للمكفوفين؟
تأسست عام 2017 من إيماني العميق بقدرات المكفوفين وإمكانياتهم، وحرصًا على خلق فرص عمل حقيقية تُسهم في تحسين حياتهم وتُعزز شعورهم بالاستقلالية والاعتماد على النفس، لتظهر للعالم إبداعهم وإمكانياتهم في صناعة منتجات مصرية خالصة بأيادي مصرية موهوبة.
ما هي أهداف جمعية دنيتنا؟
الجمعية تهدف إلى دعم ورعاية المكفوفين في مختلف جوانب حياتهم، وتقديم المساعدة لهم في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وتدريبهم على صناعة الأعمال اليدوية بإتقان ومهارة، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية.
وتتيح فرص العمل لهم، من خلال تسويق منتجاتهم في المعارض والبازارات، وتوفير مصدر دخل ثابت لهم، وتهدف إلى تغيير نظرة المجتمع للمكفوفين وإظهار قدراتهم وإمكانياتهم، وتعزيز ثقافة الدمج والقبول، إضافة إلى تعزيز روح التعاون والتكافل بين أعضاء الجمعية، وخلق بيئة إيجابية وداعمة لهم.
ما هي أنواع الأعمال اليدوية التي يتم تدريب المكفوفين عليها في الجمعية؟
الجمعية بها العديد من الأنشطة، منها ورش صناعة البامبو التى برع فيها العديد من الفتيات والشبان مكفوفى البصر فى وقت قصير حتى صاروا الآن مدربين للأعضاء الجدد، ويتم فى تلك الورش صناعة منتجات عالية الجودة، من الشنط والتربو متعدد الاستخدام، وشنط البحر، وفوانيس رمضان بأشكالها المُتنوعة التي تُضفي لمسة مميزة على الشهر الفضيل.
وثاني الأنشطة هو صناعة الكليم والسجاد اليدوى والمكرميات التى ينسجها ضعاف البصر من الشباب والفتيات المصريين، تلك الصناعة التي تعتمد على صبغة واختيار وتنسيق الألوان.
ويحصل المتدرب على دخل يومى خمسين جنيهًا تحفيزًا له، إضافة إلى توفير أتوبيس ينقلهم من منازلهم إلى مقر الجمعية، ويبلغ عدد العاملين بالورش 75 عضوًا وعضوة.
ما هي المواد التي تستخدمها الجمعية في صناعة هذه الأعمال؟
الجمعية تستخدم مواد مصرية عالية الجودة في صناعة الأعمال اليدوية، حرصًا على إظهار إبداع المكفوفين ومهاراتهم بأفضل صورة ممكنة.
والمواد هي خيوط الصوف والقطن المصرية، التي تُعرف بجودتها العالية وألوانها الزاهية، وأدوات صناعة البامبو المُصنعة محليًا، التي تُساعد في صناعة قطع فنية مميزة، بجانب خيوط المكرمية المُتنوعة، التي تُتيح للمكفوفين إبداع تصاميم وأشكال مبتكرة ومصرية أصيلة تُجسد تراثنا العريق، وخيوط السجاد اليدوي المُصنعة من أجود أنواع الصوف، التي تُضفي لمسة جمالية على أي منزل.
كيف تُساهم هذه الأعمال في تحسين حياة المكفوفين؟
تسهم هذه الأعمال بشكل كبير في تحسين حياة المكفوفين من خلال توفير مصدر دخل ثابت لهم، يُساعدهم على تحقيق الاستقلالية والاعتماد على النفس، وتعزيز شعورهم بالثقة بالنفس والقدرة على الإنجاز، وتحفيزهم على المشاركة في مختلف الأنشطة.
وهي تنمي مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية، وتُساعدهم على اكتشاف إمكانياتهم وإبداعاتهم، إضافة إلى دعمهم نفسيًا ومعنويًا، وتُساعدهم على الشعور بالانتماء ودمجهم في المجتمع وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مختلف الأنشطة، وكسر الحواجز بينهم وبين المبصرين.
كيف تساعد الجمعية المكفوفين في تسويق منتجاتهم؟
الجمعية تواجه بعض المشكلات في تسويق منتجات المكفوفين، ولكننا نسعى للتغلب عليها من خلال إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض منتجاتهم، ما يتيح للجمهور فرصة للتعرف عليها.
كما تشارك في المعارض والبازارات المحلية، لعرض تلك المنتجات على جمهور أوسع وإيجاد فرص جديدة للبيع، ومنها معرض ديارنا، حيث نتعاون مع مختلف الجهات والجمعيات لدعم تسويق منتجات المكفوفين، كما تحرص الكفيفات على صنع منتجات البامبو أمام جمهور المعرض حتى يتأكدوا من أن جميع المنتجات تمت بأيدي المكفوفين أنفسهم.
ما هي التحديات التي تواجهها الجمعية في تدريب المكفوفين على صناعة الأعمال اليدوية؟
تواجه الجمعية بعض التحديات في تدريب المكفوفين على صناعة الأعمال اليدوية، منها ارتفاع أسعار الخامات، ما يُؤدي إلى زيادة تكلفة المنتج وصعوبة تسويقه، وبالتالي يُعيق وصول هذه المنتجات إلى جمهور أوسع وتحقيق دخل ثابت للمكفوفين.
كما يوجد نقص في الموارد المالية، ما يتسبب في عدم توسيع نطاق أنشطة الجمعية، وتوفير المزيد من فرص التدريب للمكفوفين، إضافة إلى نظرة المجتمع السلبية للمكفوفين وقدراتهم، ما يؤثر على دمجهم في المجتمع ويقلل من فرص حصولهم على العمل.
هل هناك قصص ملهمة للمكفوفين الذين نجحوا في صناعة الأعمال اليدوية؟
هناك العديد من القصص الملهمة للمكفوفين الذين نجحوا في صناعة الأعمال اليدوية، وبعض أعضاء جمعية دنيتنا تمكنوا من تأسيس مشاريعهم الخاصة، ويُشاركون بمنتجاتهم في المعارض والبازارات المحلية، ومنهم من حصل على تكريمات وجوائز على إبداعاتهم في هذه الصناعة.
وهذه القصص تُمثل نموذجًا يُحتذى به للمكفوفين، وتُثبت أنهم قادرون على تحقيق النجاح في مختلف المجالات.
ما هي رسالتك للمجتمع حول أهمية دعم صناعة الأعمال اليدوية للمكفوفين؟
أُرسل رسالة للمجتمع ككل بضرورة دعم صناعة الأعمال اليدوية للمكفوفين، لأنها صناعة مصرية خالصة تُصنع بأيادي مصرية مُوهوبة، وتُسهم في تحسين حياتهم، وتُعزز شعورهم بالاستقلالية والاعتماد على النفس.
وهذه الصناعة تُمثل مصدر دخل ثابت للمكفوفين، وتُساعدهم على الاندماج في المجتمع وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ويجب تغيير نظرة المجتمع للمكفوفين، وإدراك أنهم قادرون على تحقيق النجاح والإبداع في مختلف المجالات.
ما هي النصائح التي تقدمها للمكفوفين الذين يرغبون في تعلم صناعة الأعمال اليدوية المصرية ؟
أنصحهم بتعزيز شعورهم بالثقة بالنفس وقدراتهم على الإنجاز، وعدم الاستسلام لصعوبات الحياة، وهذه الصناعة تُناسب جميع الأعمار والمستويات، وهم قادرون على إتقانها وتحقيق النجاح فيها.
وأدعوهم إلى الالتحاق بجمعية دنيتنا للمكفوفين أو أي مركز متخصص في تدريب المكفوفين على صناعة الأعمال اليدوية.