قسم الأعمال اليدوية (انامل فنيه)

فن الريزن.. لوحة إبداع ترسمها أيادي مصرية

كتابة: امنيه صلاح -سلمي احمد

من عمق الحضارة المصرية، ينبثق إبداعٌ فريد من نوعه، "فن

الريزن"، تلك الصناعة التي تُزهر على أيدي أبناء مصر، وتُبهر العالم بجمالها وروعتها.. رحلة بدأت بخطواتٍ خجولة، وسرعان ما تحولت إلى ثورة إبداعية تُشعل فتيل الأمل في نفوس الشباب المصري.

 دومينو ريزن الاهلى

قالت ندى راضى، صاحبة براند AnTsar، إنها كانت تعمل في العديد من المجالات، مثل الخياطة وصناعة الشيلز، وبدأت مشروعها في صناعة الريزن منذ 4 أشهر، حيث أنشأت صفحات على فيسبوك ويوتيوب لعرض أعمال فريقها ونشر فيديوهات تعليمية، لأنها ترى أن الفيديوهات الموجودة على يوتيوب لا تقدم معلومات كافية.

وأضافت الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أنها قررتُ خوض تجربة الريزن، إيمانًا منها بأهمية مساعدة الناس على بدء مشاريعهم الخاصة في هذا المجال، مبينة أنه يمكن إضافة العديد من العناصر إلى الريزن، مثل الألوان والجليتر والورود، لإضفاء لمسات إبداعية مميزة.

وأكدت راضي، ضرورة اتباع إجراءات السلامة عند استخدام الريزن، مثل ارتداء الكمامة أو القفازات، لتجنب التعرض للغازات المنبعثة من هذه المادة.، مشيرة إلى أنها تواجه بعض التحديات في صناعة الريزن، مثل صعوبة حصول أعضاء فريقها من المحافظات البعيدة على الخامات، وارتفاع أسعارها، وعدم قدرة جميع الفئات على شرائها.

وأوضحت أن هناك أنواع مختلفة من الريزن، مثل الريزن فائقة الوضوح والملونة والمعدنية، وكل نوع يختلف في النسب وسرعة التفاعل والتشغيل ومدة التصليب، وهذه الصناعة بدأت في مصر منذ فترة قصيرة، بدأت بتطبيقات الأرضيات ثلاثية الأبعاد، وانتشرت في صناعة الإكسسوارات، وتُستخدم في العديد من التطبيقات الأخرى.

وأشارت إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين بدأوا في صناعة الريزن، ويرغب العديد من الأشخاص في تعلمها، وهي تقدم دورات تعليمية عن هذه الصناعة، وأتقوم بتوزيع خامات الريزن على المحلات التجارية.

وأضافت أن هذه الخطوات تهدف إلى نشر ثقافة صناعة الريزن في مصر، ومساعدة الأشخاص على تعلمها، وتوفير الخامات بأسعار مناسبة، مؤكدة أن توزيع الخامات على المحلات التجارية يجعلها متاحة بسهولة لجميع الأشخاص المهتمين بها.

وذكرت أن هذه الخطوات تساهم في تنمية صناعة الريزن في مصر، وخلق فرص عمل جديدة، لافتة إلى أن هناك طلبًا متزايدًا على منتجات الريزن، وهي صناعة لديها إمكانات كبيرة للنمو.

مشاركة الإبداعاتكما أطلقت أميرة محمد، مدرسة علوم، علامتها التجارية "MA RESIN ART" لِتشارك إبداعاتها مع العالم، وليصبح فن الريزن أكثر انتشارًا وشعبيةً، حسبما ذكرت، قائلة إنه ليس مجرد فن جميل، بل هو وسيلة لحفظ الذكريات والتعبير عن المشاعر، فكل قطعة تُصنع منه تمثل قصة وحكاية تُخلد في الذاكرة، تُجسد إبداع صانعتها وفنها المُتقن.

وأشارت محمد، إلى أنها تُفضّلُ شراءَ خاماتِ الريزنِ من محلّ كلر لاند في الإسكندرية، إيمانًا منها بأهميةِ دعمِ الصناعةِ المصريةِ ومساندةِ المنتجاتِ الوطنيةِ، مؤكدة أهمية الصبر والمثابرة في تعلم فن الريزن،  "فحبّ الفن هو مفتاح النجاح فيه".

وذكرت أنها تُخطط لإنشاءِ ورشةِ عملٍ لتعليمِ فنّ الريزنِ للآخرينَ ومشاركةِ شغفها معهم، إيمانًا منها بأهميةِ نشرِ ثقافةِ هذا الفنّ الجميلِ وتشجيعِ المواهبِ على الإبداعِ، مضيفة أنّ فنّ الريزنِ سيُصبحُ أكثرَ انتشارًا وشعبيةً في المستقبلِ القريبِ، نظرًا لسهولةِ تعلّمِهِ وتنوّعِ استخدامهِ وجمالَهُ الأخّاذَ.

ليس مجرد هواية

وقالت أسماءُ محمدِ، طالبةٌ بكليةِ الحاسباتِ والمعلوماتِ، إنّ فنّ الريزنِ في مصرَ ليسَ مجرّدَ هوايةٍ، بلْ هو صناعةٌ مصريةٌ أصيلةٌ تُبدعُ بأيادي مُوهوبةٍ، مضيفة أنّ شغفها بفنّ الريزنِ بدأَ منذُ ظهورهِ، وشعرتْ برغبةٍ عارمةٍ في تعلّمِ هذا الفنّ وإتقانهِ.

وأشارت إلى أن رحلتها مع الريزنِ بدأتْ بالاعتماد على تعلّمِ الأساسياتِ، من خلالِ مشاهدةِ الفيديوهاتِ التعليميةِ على منصّةِ يوتيوبِ، وهي تُفضّلُ صنعَ الفوانيسِ من الريزنِ، حيثُ تُعبّرُ عن إبداعها من خلالِ تصميمِ قطعٍ مُميّزةٍ تُضفي جمالًا فريدًا على أيّ مكانٍ.

وتابعت أنّ إبداعاتها تُمثّلُ نموذجًا للصناعةِ المصريةِ المُتقنةِ التي تُنافسُ العالميةَ، مؤكدة إيمانها بمستقبلٍ مُشرقٍ لفنّ الريزنِ في مصرَ، وأنّ هذا الفنّ يُمثّلُ فرصةً كبيرةً للشبابِ المصريّ لإبداعِهم وإظهارِ مواهبهم.

ونصحت المبتدئين في فنّ الريزنِ بالصبرُ والمثابرةُ على تعلمه، وعدم الإحباط من بعضِ الأخطاءِ في البدايةِ، والتعلم من المُتخصّصينَ عبر مشاهدةُ الفيديوهاتِ التعليميةِ وحضورُ ورشاتِ العملِ من أفضلِ الطرقِ لتعلمِ فنّ الريزنِ.

وبينت محمد، أنها تُمارسُ فنّ الريزنِ كمهنةٍ، وتبيعُ إبداعاتها من خلالِ صفحتها على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ، إيمانًا منها بأهميةِ نشرِ ثقافةِ هذا الفنّ الجميلِ وتشجيعِ الآخرينَ على خوضِ تجربةِ إبداعِهم الخاصّ.

عشق الفنون

وأشارت زيزي عبد الفتاح، مالكة براند Gallery Resin 3M، إلى أنها عاشقة للفنون والأشغال اليدوية، لكن الريزن بمثابة شعاع من الضوء، شعور عميق وفريد لم تشعر به في أي فن آخر، مضيفة أن تجاربها  السابقة في الرسم والتصميم والنحت والنسيج ساعدتها على فهم الريزن بشكل أفضل، وكأنها رحلة فنية تراكمت خبراتها لتُزهر في هذا المجال.

وأوضحت أن الريزن عبارة عن مادتين يتم خلطهما بنسب معينة، مادة الريزن ومصلب، وتختلف أنواع الريزن في الشفافية والبابلز ووقت التصلب، مضيفة أنه يُمكن استخدام الريزن لصنع العديد من المنتجات، مثل الإكسسوارات بداية من الخواتم والحلقان والسلاسل والسبح ودلايات العربيات والميداليات مرورا باكسسوارات البيت شيالات الكحك والبسكويت وأطباق الفاكهه والكوسترات والساعات والصواني والجرابات والطفايات والبنبونيره وكوسترات البيبي والمعلقات والتابلوهات وحامل المصحف والفوانيس.

وذكرت أن من أشهر أنواع الريزن:

"الريزن الايبوكسي: يتميز بوضوحه وشفافيته، ويُستخدم لصنع العديد من المنتجات، مثل الإكسسوارات، واكسسوارات المنزل، والقطع الفنية.

"الريزن الملون: يتميز بألوانه المتنوعة، ويُستخدم لصنع العديد من المنتجات، مثل الإكسسوارات، واكسسوارات المنزل، والقطع الفنية.

"الريزن ثلاثي الأبعاد: يتميز بإمكانية صنع تصاميم ثلاثية الأبعاد، ويُستخدم لصنع العديد من المنتجات، مثل المجسمات، والقطع الفنية.

"الريزن المضيء: يتميز بقدرته على اللمعان في الظلام، ويُستخدم لصنع العديد من المنتجات، مثل الإكسسوارات، واكسسوارات المنزل، والقطع الفنية.

وأكملت عبد الفتاح، أنها تؤمن بمستقبل واعد لصناعة الريزن المصرية، فالإبداع المصري لا حدود له، ولا بد من التطور والتجديد لمواكبة التطورات العالمية، موضحة أن رحلتها في تعلم أساسيات الريزن بدأت من فيديوهات اليوتيوب ، ثم أكملت رحلتها بدورة متخصصة، لكنها تؤكد أن التجارب الشخصية هي سر التطور الحقيقي.

ولفتت إلى أنها تفضل منطقة العتبة لشراء الخامات، حيث تنتشر العديد من المحلات المتخصصة التي توفر جميع أنواع الخامات بأسعار مناسبة، مضيفة أنها لم تواجه صعوبات كبيرة في البداية، فحبها للريزن ساعدها على التعلم والتطور، حتى مع بعض الأخطاء التي واجهتها في البداية، والتي اعتبرتها دروسًا قيمة في رحلتها الفنية.

وأردفت أنه من المهم العمل في جو دافئ، وتدفئة الريزن قبل الاستعمال في فصل الشتاء لتجنب الغيامة الشتوية، وهي دروس من تجربتها العملية تُشاركها مع محبي هذا الفن.