كتابة: مروان عبد المعبود – خالد كرم
بدأت صناعة الكابلات والأسلاك الكهربائية في مصر مع بداية العصر الناصري بداية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بقطاع الصناعة آنذاك، باعتبارها قاطرة النمو والتقدم الاقتصادي.
وتوالي إنشاء العديد من الشركات المنتجة للكابلات والأسلاك الكهربائية، وازدهرت هذه الصناعة نظراً لتزايد الطلب على منتجاتها مع التوسع في استخدام الطاقة الكهربائية سواء في المنازل أو المشروعات الإنتاجية والخدمية.
وقال محمد عمارة، صاحب مصنع “عمارة 4G للكابلات والأسلاك الكهربائية”، إن هذا النشاط واجه صعوبات في بدايته، للحصول علي التراخيص اللازمة للمصانع، ومساحتها وعدد العمال والمواصفات القياسية، التي يجب الالتزام بها.
وطالب عمارة، الحكومة المصرية بتسهيل إجراءات الترخيص للمصانع والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فهي صناعات كثيفة العمال، توفر المزيد من الفرص العمل، ويمكن أن تكون النواة للدخول بنجاح في الصناعات الثقيلة، التي تتطلب صناعات مغذية من المصانع الصغيرة والمتوسطة.
وحول مصنعه، ذكر عمارة، إنه يوجد به مراقبين للجودة داخليًا، لإخراج منتج جيد مناسب للسوق المصري، ومطابق للمواصفات القياسية المصرية، ويجد صدي لدي المستهلكين، والمصنع يستوعب أكثر من 250 عامل وفني وإداري.
وبينّ أن السوق المحلي يستوعب معظم إنتاج المصنع، وبدأ مؤخرًا التصدير للأسواق العربية والإفريقية، مثل ليبيا والسودان وبعض دول شرق وجنوب أفريقيا، لتوفير العملة الصعبة، إلا أنه يواجه العديد من الصعوبات في عمليات التصدير، تتمثل في الآتي:
فرض رسوم كبيرة علي المنتجات المصدرة حسب الكمية من الحكومة.التدقيق في نوعية المنتج ومواصفاته بشكل مبالغ فيه.عدم توفير غطاء نقدي أجنبي لاستكمال عملية التصدير.وجود منافسة قوية مع العديد من المصانع في عملية التصدير.•وجوب التطور المستمر في أنواع وخامات تصنيع الكابلات، ما يؤدي إلى تغير مستمر في نوعية المعدات والآلات المستخدمة في المصنع وصعوبة توفير قطع الغيار المستوردة لها.
وأضاف أن الفترة السابقة شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الخامات الداخلة في صناعة الكابلات، خاصة المعادن، مثل النحاس والألومنيوم والبلاستيك، ما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المنتج النهائي، وبالتالي ارتفاع أسعاره، لكن حدث انخفاضًا لسعر الدولار بعد مشروع رأس الحكمة، ما انعكس على أسعار الخامات.
ومن جانبه، أوضح إبراهيم رشدي، صاحب محلات (رشدي للكابلات والأسلاك الكهربائية)، إن الكابلات الكهربائية يوجد منها العديد من الأنواع بمختلف أقطارها، فمنها الهوائي والغاطس بالمياه والأسلاك المنزلية وغيرها، ويوجد منافسة قوية بين المصانع لزيادة حصتها في السوق.
وأكد رشدي، أنه لا يتعامل مع مصانع غير مرخصة (تحت السلم)، رغم انخفاض أسعار منتجاتها، لأنها غير ملتزمة بالأقطار المدرجة، وكمية الخامات المستخدمة، خاصة المعادن تكون أقل سمكًا من المطلوب لكل قطر من أقطار الكابلات والأسلاك الكهربائية